حيوان اماته الله ثم احياه وقصص آخري لإحياء الموتي من الطير

514

حيوان اماته الله ثم احياه وقصص آخري لإحياء الموتي من الطير هي رحلتنا اليوم لنكتشف قصص من القرآن الكريم .. فنحن ندور ونتخبط في هذا العالم باحثين عن ذاتنا وباحثين عن العظة والعبرة في كل مكان وكل زمان، بالرغم من وضوح الطريق أمامنا كوضوح الشمس في نهار صافٍ، غفلنا البحث في دليلنا الأوحد في هذه الحياة وهو القرآن الكريم، قال تعالي:

“إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون، نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ “

 ومن هنا كان مبدأ التدبر والهداية لنقتنص قصة وعبرة من معجزات القرآن وهي قصة حيوان اماته الله ثم احياه.

حيوان اماته الله ثم احياه

حيوان اماته الله ثم احياه وقصص آخري لإحياء الموتي من الطير

ذكرت قصة ” حيوان اماته الله ثم احياه ” في كتاب الله العزيز في سورة البقرة .. قال الله تعالي:

” أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَام فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِك وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُها ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً ۚ فَلَمَّا تَبيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ” سورة البقرة.

إن كنت ممن يتدبرون الآيات القرآنية فمن المؤكد أنك قد توقفت عند هذه الآية تتسأل عنها وعن قصتها كاملة لذلك قررنا عرضها في هذا المقال، بالتعريف بداية بهذا الحيوان ( حيوان اماته الله ثم احياه ) وحياته قبل هذه الآية

حيوان أبطل السحر .. القصة الكاملة لثعبان موسى نبي الله

نشأة حمار سيدنا عزير

الكثير منا يستهين بهذا الحيوان ويستحقره بالرغم من المعجزة العظيمة التي حدثت معه بل الكثير والكثير يتعاملون بكثير من العنف معه ويضربونه بل ويقللون من طعامه، وكذلك لم تختلف بداية حياة حمار سيدنا عزير عن ذلك، فقد ذكر أن سلالته من الحمير كانت تنتمي إلى سلالة الحمير الوحشية ولكن لكثرة اصطياد الأسود لهم تم تقسيمهم لسلالتين؛ سلالة قوية تستطيع الهروب من الأُسود وسلالة ضعيفة انتمت إلي البشر ليقوموا باستخدامها في العمل وأمورهم مقابل الطعام والحماية من الأُسود والمخاطر.

نتيجة لذلك تغيرت هيئة هذه السلالة من حيث الشكل والتركيب من الوحشية إلى المظهر الحالي الذي نراه، وهكذا صنف حمار عزير لهم أو كما سيطلق عليه فيما بعد حيوان اماته الله ثم احياه

حيوان اماته الله ثم احياه وقصص آخري لإحياء الموتي من الطير

يروي أن حمار عزير كان ملك لتاجر كبير وغني جداً ولكنه أبخل مما يكون على نفسه وأهله ولم يكن رحيماً بحماره أبداً فكان يحمله بالأثقال ما يفوق قدرته وتحمله ولا يعطيه الراحة ولم يكن يعطيه ما يسد رمقه من الطعام بل القليل جداً من العشب الجاف، وبالرغم من غناه إلا أنه كان يأكل في الأسبوع بيضة واحدة كل يوم سبع بيضة ويعيش في منزل من القش والحطب.

بمرور الوقت لم يعد الحمار يتحمل الحياة مع هذا التاجر وضعفت قوته فأصبح يتكاسل عن الحركة وزاد ضرب التاجر له ليتحرك ووصل الأمر به إلى رغبته في ذبحه ولكنه أبخل من أن يفعل فباع الحمار في السوق وتخلى عنه.

ومن هنا كانت بداية تغير حياته؛ حيث أتى سيدنا عزير للسوق يطلب حمار هادئ ليحمله ويساعده في التنقل ووقع الخيار عليه فانتقل الحمار مع سيدنا عزير إلي بيته فوجد ما لم يجده عند التاجر من طعام وشراب فكان يأكل الفول الأخضر وما توفر من الطعام، وكان سيدنا عزير لا يرهقه في العمل بل يتنقل به أثناء دعوته الناس إلي الخير والعمل بالوصايا العشر، حتى جاء ذلك اليوم يوم المعجزة.

حدوث المعجزة ” حيوان اماته الله ثم احياه “

كان لسيدنا عزير حديقة يعيش منها هو وأسرته بعيدة عن القرية بقليل فكان يمر بالمقابر أثناء الذهاب إليها وفي أحد الأيام عندما ذهب كان الجو حاراً وفي طريق عودته توقف الحمار بجانب شجرة بها ظل عند المقابر فلم يحتمل حر الطريق فنزل سيدنا عزير ليرتاح وحماره قليلاً، أثناء راحته كان يتفكر فيما أمامه ولم يكد ينهي جملته “أني يحي هذه الله بعد موتها” حتى ذهب في سبات عميق هو وحماره.

بعد مرور مائة عام بعث الله عزير مرة أخري ووقف أمامه ملك سأله كم لبث من الوقت وقد قرب الوقت على الغروب فقال يوم أو بعضه فرد الملك أنه لبث مائة عام وأمره بالنظر للحمار فلم يجد سوي التراب ومن ثمّ تجمع التراب من الأنحاء وتكونت العظام ثم الدماء واللحم وكسي بالجلد ثم الشعر وبعدها أُمر الحمار بالاستيقاظ فعادت الروح له، ومن هنا أُطلق عليه اسم حيوان اماته الله ثم احياه.

بعد دور حمار عزير نطرح لكم معجزة أخري وهي قصص إحياء الموتي من الطير

غرائب الحيوانات والطيور | اكتشف 10 من أغرب الحيوانات والطيور

قصص إحياء الموتي من الطير

“وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”

معجزة أخري من المعجزات التي اختص بها سيدنا إبراهيم عليه السلام بعد معجزة ذبح ابنه وهي إحياء الموتي من الطير.

حيوان اماته الله ثم احياه وقصص آخري لإحياء الموتي من الطير

لقد كان إبراهيم عليه السلام كثير الدعاء لربه ومحباً له، شديد الثقة به، وفي إحدى مرات صلاته سأل إبراهيم ربه قائلاً: ربي أرني كيف تحي الموتي ” وما كان سؤال إبراهيم لربه سؤال إستنكار ولكن سؤال إطمئنان وحب معرفة.

 أحب الله أن يطمئن قلب عبده إبراهيم وكيف لا يجيبه الله وهو خليل الله، فأمره أن يأخذ أربعة من الطير مختلفة الأجناس ومن ثم ذبحهن لأربعة أجزاء وتفريقهن على الجبال، وفعل إبراهيم كما طلب منه ربه ثم عاد إلى منزله فأمره ربه أن ينادي الطير، فدعاهم إبراهيم إليه، وقد كان حيث وجد إبراهيم الطير يقف أمامه حي يرزق، فأسرع بالسجود إلي ربه شاكراً حامداً له.

لقد كان في عرض قصة حيوان اماته الله ثم احياه وقصص إحياء الموتي من الطير عبر ومواعظ كثيرة أتمني أن تكون ملماً بها أيها القارئ وإلي اللقاء في مغامرة أخري ومقال آخر.

قد يعجبك ايضاً